نجح فريق طبي في إنقاذ مواطنة أمريكية من الموت، بعد أن توقف قلبها لمدة عشرين دقيقة، الأمر الذي وصفه البعض بـ"المعجزة الطبية".
فقد قام الفريق بلف "إيمي مور" -38 عاما- وهي أم لطفلين بغطاء مبرد، وحقنها بسوائل متجمدة، لخفض درجة حرارتها حتى 33 درجة مئوية، أي أقل من درجة حرارة الجسم الطبيعي 37,5 درجة، وذلك لجعل المخ في حالة سبات لحمايته من الأضرار الناتجة عن توقف القلب.. الأمر الذي أعطاهم الفرصة لإعادة القلب للعمل مرة أخرى.
وأمضت "إيمي مور" يومين في الثلج، حتى أصبح قلبها قويا بالقدر الكافي؛ كي يعود إلى العمل بصورة طبيعية، وعندئذ أعاد الأطباء الدفء إلى الجسم تدريجيا.
ويرى البعض أن نجاة مور التي يتوقع الأطباء أن تتماثل للشفاء بشكل تام قريبا تعد "معجزة طبية"؛ نظرا لأن الشخص الذي يتوقف قلبه لمدة عشرين دقيقة يعد طبيا في عداد الموتى، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
حالة سابقة
وفي حادثة مشابهة، كان الأطباء في مدينة "نيو كاسل" البريطانية قد استخدموا تقنية التثليج في وقت سابق هذا العام لإنقاذ حياة رضيع يعاني من ثقب في القلب.
وكان الرضيع الذي لم يتجاوز عمره الأربعة أشهر تعرض لمضاعفات خطيرة بعد جراحة في القلب، ووضعه الأطباء في حقيبة تبريد لمدة أربعة أيام، حتى تماثل للشفاء خلال ثلاثة شهور.
وقد بدأ العلاج بالتجميد في الانتشار على مستوى واسع في الولايات المتحدة، بعد أن حقق نتائج جيدة في المستشفيات التي تستخدمه، لدرجة أن عمدة نيويورك، "ميتشيل بلومبرج" أصدر تعليماته لجميع سيارات الإسعاف بالتوجه مباشرة إلى المستشفيات التي تستخدم تقنية التثليج، في حال نقلها لمريض يعاني من توقف القلب.
سر النجاح
وعلى الرغم من تمكن الأطباء من إنقاذ عديد من المرضى بهذه الطريقة، إلا أنهم لم يتوصلوا بعد لسبب قطعي يقف وراء نجاحها.
ويقول الدكتور "ميتشيل ساير" رئيس لجنة العناية الطارئة في جمعية القلب الأمريكية: "لا نعرف السر وراء نجاح هذه الطريقة، ولكننا نتصور أن التجميد في حال توقف القلب يتيح للقلب الفرصة للراحة والشفاء".
وترجع فكرة العلاج بالتبريد إلى العصور القديمة، حيث كان العالم اليوناني "هيبوكرات"، مؤسس العلوم الطبية، ينصح بوضع الجنود المصابين داخل الثلوج حتى يتعافوا.
وقد تجددت الفكرة لدى العلماء عندما لاحظوا تمكن الأطفال من البقاء مدة طويلة على قيد الحياة، بعد سقوطهم في البحيرات الثلجية، على الرغم من بقائهم تحت الماء لمدد تزيد عن الساعة.