hakim المدير
عدد المشاركات : 812 تاريخ التسجيل : 10/08/2008
| موضوع: درس قيم الإثنين نوفمبر 29, 2010 8:43 am | |
| ا بسم الله الرحمان الرحيم
لْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ [فاطر: 1]، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، هو الأول فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، والظاهرُ فليس فوقه شيء، والباطن فليس دونه شيء، يخلق ما يشاء ويختار، ما كان لأحدٍ من خلقه الخِيَرة، سبحان الله وتعالى عما يُشرِكون. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، خاتمُ الأنبياء والمرسلين، والمبعوثُ رحمةً للعالمين، وسيد ولد آدم أجمعين، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصَحَ الأمة، وجاهدَ في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغُرِّ الميامين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. أما بعد: فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله - سبحانه -، فهي الهادي بعد الله في الطريق، وهي الأًنس والسعة بعد الضيق، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق: 2، 3]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق: 4]. أيها المسلمون: يقول الله تعالى في مُحكم التنزيل: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ [آل عمران: 164]. لقد كان الناس قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - في جاهليةٍ جهلاء، وفتنٍ وشر، القويُّ فيها يقهَر الضعيف، إذا سرقَ فيهم الشريف ترَكوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، ظلمٌ وقهرٌ وقتلٌ ونهب، ظلماتٌ بعضها فوق بعض. وقد بلغ الظلم قبل البعثة مدًى بعيدًا، حتى أصبح من شِيَم النفوس عندهم: أن من لم يظلِم فإنما ذلك لعلَّةٍ فيه منَعَته من الظلم الذي هو محلُّ افتخارٍ في الجاهلية! حتى قال قائلُهم: ألا لا يجهلَنْ أحدٌ علينا فنجهلُ فوقَ جهل الجاهلينا ظلمٌ في الدماء، وظلمٌ في الأعراض، وظلمٌ في الأموال، وغِشٌّ في المكاييل والموازين، وازدراءٌ واحتقارٌ للمرأة، حتى وُئِدَت وهي حية، فقُتِلَت، وسيسألها ربُّها بأيِّ ذنبٍ قُتِلَت، لم يكن للمرأة قيمةٌ في الجاهلية إلا في السقي والاحتطاب، وإبراد غلَّة الشهوة، فكان أن سلَّط الله بعضهم على بعض، فأهلكَتْهم الحروب، وتوالَت عليهم الفتن والنَّكَبَات، وعجبٌ أنهم لم يهتدوا إلى ما يُقرِّبُهم من الله، وقد قال الله عنهم: أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ [التوبة: 126]. حتى بعث الله رسوله بالهدى ودين الحق، فدعا إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فأقرَّ التوحيدَ الخالص، ونهى عن الشرك بالله، ومنعَ الظلم والبطشَ والعدوان، وأكرمَ المرأةَ المسلمةَ أيَّما إكرام، فجعل النساء شقائق الرجال، وقال مُؤكِّدًا: «استوصُوا بالنساء خيرًا». وأبطَل فوارق الجاهلية؛ فلم يُفرِّق بين أبيض وأسود، ولا بين شريفٍ وحقير، وإنما قال: «وكونوا عباد الله إخوانًا». فصار داعيًا إلى ما أوحى إليه ربُّه ومولاه بقوله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى | |
|
ناريمان عضو جديد
عدد المشاركات : 160 تاريخ التسجيل : 19/11/2010
| موضوع: رد: درس قيم الثلاثاء نوفمبر 30, 2010 6:45 am | |
| جزاك الله احسن الجزاء دمت بود مشكور | |
|