الحمد لله على إحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما …
أما بعد
فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم وأخبر صلى الله عليه وسلم أن صيام عاشورا قال أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله وصامه صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بصيامه فصيام يوم عاشروا وهو اليوم العاشر من هذا الشهر أمر مشروع أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه مع ذلك قال لئن بقيت إلى قات لأصومن التاسع يعني لأصومن التاسع مع العاشر وذلك مخالفة لليهود الذين كانوا يصومون يوم عاشورا لأنه اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فصاموه شكراً لله عز وجل فصامه النبي صلى الله عليه وسلم وقال ( نحن أولى بموسى منكم ) ولكنني من أجل مخالفة اليهود أمر أن يصوم الناس يوماً قبله أو يوماً بعده وقد ذكر أهل العلم أن صيام عاشورا له ثلاث مراتب أن يصوم الإنسان العاشر وحده وهذا خلاف السنة التي أمر بها النبي عليه الصلاة والسلام بها والتي هم أن يفعلها حيث قال لئن ( بقيت إلى قات لأصومن التاسع ) يعني مع العاشر المرتبة الثانية أن يصوم يوماً معه إما قبله وهو أفضل وإما بعده المرتبة الثالثة أن يصوم يوماً قبله ويوماً بعده أي اليوم التاسع واليوم العاشر واليوم الحادي عشر قالوا وهذا أفضل المراتب وهذه الأيام الثلاثة إذا صامها من كان يعتاد أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر فإنها تجزئ عنه لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر لا يبالي أصامها من أول الشهر أو من وسطه أو من آخره فاحتسبوا الأجر عباد الله وصوموا اليوم العاشر واليوم التاسع وإن صمتم الحادي عشر معه فهو أفضل وإن اقتصرتم على اليومين فقد حصلت السنة .
من خطبة للشيخ محمد إبن عثيمين رحمة الله