لـــمــاذا احبك يا رسول الله
أحببتك يا رسول الله .. أحببتك وأشهد الله على ذلك ..
أحببتك لأنك النور الذي بعثه الله لنا .. ليخرجنا من ظلمات الكفر والضلال .. ويرشدنا إلى ما يصلحنا في ديننا ودنيانا
وفي قوله تعالى : ( قد جاءكم من الله نورٌ وكتابٌ مبين ) خير دليل ..
أحببتك .. لأنني أعلم أنّ الإسلام لم يأت إلينا على طبق من ذهب .. وإنما وصل إلينا بفضل الله تعالى ..
ثم بفضل جهادك وصبرك .. فما من باب إلا وطرقه الكفار ليثنوك عن عزمك ويمنعوك من تبليغ الرسالة ..
حاولوا فتنتك .. بالمال حتى تكون أكثرهم مالاً .. وبالملك والسيادة وبتزويجك أجمل نساء العرب ..
فكان ردك عليهم كالصاعقة - حين وسَّطوا عمك أبي طالب- ( والله يا عم ، لو وضعوا القمر في يميني والشمس في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته ،حتى يُظهره الله ، أو أهلك دونه )
عذبوك جسدياً ومعنوياً .. فلا يمكن أن ننسى ما جرى لك في الطائف حين أمروا صبيانهم وعبيدهم برميك بالحجارة
فرموك حتى سال الدم من قدميك .. وفي غزوة أُحُد شُقت شفتك وكُسرت رباعيتك ..
وفي مكة وضعوا على ظهرك روث جزور .. وفي غزوة الخندق جعت حتى ربطت الحجر على بطنك ..
كل ذلك كان من أجل أنك كنت تدعوهم إلى النجاة .. وهم يأبون ..
فصلوات ربي وسلامه عليك ..
0
أحببتك .. لأنك النبي الوحيد الذي ادَّخر دعوته المستجابة ليوم القيامة كي يشفع بها لأمته .. ونحن من أمتك ..
وقد جاء في صحيح مسلم - من قوله صلى الله عيه وسلم :
( لكل نبي دعوة مجابة ، وكل نبي قد تعجل دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة )
أحببتك يا رسول .. لأنه في ذلك اليوم العصيب " القيامة " الكل يقول : نفسي نفسي .. إلاّ أنت
ففي حديث المحشر الطويل في الصحيحين- حيث تقول :
( أنا لها ) فيذهب صلى الله عليه وسلم ويخر تحت العرش فيلهمه الله من التحميد والتسبيح ما يلهمه ، ثم يقول له :
يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع . فيقول : يارب أمتي أمتي )
وعند مرورنا على الصراط يوم القيامة .. تقف عنده لتدعو لأمتك وهم يجتازون الصراط : ( يارب سلِّم ، يارب سلِّم )
فعجباً .. لخوفك على من ضيع حقك وترك الدفاع عنك .. !!
بكى صلى الله عليه وسلم حين كان يجلس مع أصحابه ، فسألوه عن سبب بكاءه ، فقال لهم :
( اشتقت إلى إخواني ) .. قالوا : ألسنا بإخوانك يا رسول الله؟! .. فقال لهم : ( لا .. إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني )
لقد بكى حبيبنا صلى الله عليه وسلم .. شوقا لرؤيتنا ..
ونُشهد الله أننا نشتاق لرؤيتك .. ونسأله أن يعيننا على ذلك .. لأننا نحبك .. وأنت قلت :
ا
( المرء مع من أحب ) ..
أحببتك يا رسول الله .. لأسباب كثيرة .. يجف القلم وتعجز الصفحات عن احتوائها ..
ولكن حسبي أنّ ما في النفس يعلمه الله ..
0
فعذراً .. ثم عذرا .. رسولنا الكريم .. فقد كان حبك لنا أعظم بكثير من حبنا لك ..
لأنه كان حبا ملموساً مع تضحية .. حباً ظاهراً للعيان ..
أما حبنا لك .. فللأسف .. كان حبا على ورق .. واقتصر على مقاطعات من البعض ..
والتي أخشى أن تنتهي .. كما هو حال سابقاتها من المقاطعات ..
أيها الأحبة .. لا يخفى عليكم أننا في هذه الأيام ..
نعيش حملات جائرة .. وغارات متلاحقة .. ووثبات قذرة من ملل الكفر ..
للاستهزاء والتنقص من حبيبنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .. فعليهم من الله ما يستحقون ..
قال تعالى : ( والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ) أسأل الله أن يعجله لهم ..
بقي أن أقول أننا نحن – معشر المسلمين – أمة وسطا بين كل الأمم والديانات ..
فاليهود يسبون محمد صلى الله عليه وسلم .. بينما نحن نحب موسى عليه الصلاة والسلام ..
والنصارى يسبون محمد صلى الله عليه وسلم .. ونحن نحب عيسى عليه الصلاة والسلام ..
عقيدتنا تمثل قمة الإنصاف .. قلوبنا نقية .. الأصل فيها محبة جميع الرسل ومن جاء معهم ... وبغض من يبغضهم .
لكن دول الكفر منذ الأزل ... وللأسف .. ماضون في غيهم وحقدهم الدفين .. فهيئ لنا يا ربنا من أمرنا رشدا ..
اللهم يا حي يا قيوم .. أرنا في بلاد الدنمارك ومن أيدها .. عجائب قدرتك .. وأرنا فيهم يوما أسودا ..
اللهم زعزع أمنهم وزلزل الأرض من تحت أقدامهم وأبتليهم بالأمراض والمصائب والمحن ..
اللهم إنا نعوذ بك من عجز المؤمن .[/center]. وجلد الكافر[/color][/b]