تروي كتب التاريخ انه في عهد الوليد بن عبد الملك الخليفة الاموي اندفعت جيوش الاسلامية صوب اسيا الصغرى ,لتقرع ابواب القسطنطينية عاصمة الروم حينذاك, وحاولت ان تشق طريقها الى اوروبا ,لتحمل اليها نور الهدى.
كان مسلمة عبد الملك على رأس جيش المسلمين يحاصرون قلعة عظيمة للروم ولكن القلعة استعصت على جيش المسلمين لارتفاع اسوارها ولاغلاق جميع المنافذ اليها الامر الذي رجح كفة جنود الروم فأخذوا يقذفون جيش المسلمين من اعلاها فازداد التعب وانهاك جنود المسلمين.
وفي الليل قام احد جنود المسلمين بفكرة مستحيلة اذ انه استخفى بمفرده الى ان وصل باب القلعة وظل ينقب فيه وينقب حتى استطاع ان يحدث به نقبا ثم رجع دون ان يخبر احدا وعند الغد تاهب المسلمون للقتال كعادتهم فدخل هذا البطل من النقب وقام بفتح الباب فتدافع المسلمون وتسلقوا أسوار القلعة وماهي الالحظات حتى سمع الروم اصوات تكبيرات المسلمين على اسوار قلعتهم وداخل ساحتها فتحقق لهم النصر.
وبعد المعركة جمع القائد مسلمة عبد الملك الجيش ونادى باعلى صوته من احدث النقب في باب القلعة فاليخرج لنكافئه
فلم يخرج احد
فعاد وقالها مرة اخرى من احدث النقب في باب القلعة فاليخرج فلم يخرج احد ثم وقف من الغد واعاد ما قاله بالامس فلم يخرج احد وفي اليوم الثالث وقف وقال اقسمت على من احدث النقب ان ياتيني اي وقت يشاء من الليل او النهار
وعند حلول الليل والقائد يجلس في خيمته دخل عليه رجل ملثم فقال مسلمة هل انت صاحب النقب فقال الرجل ان صاحب النقب يريد ان يبر قسم اميره ولكن لديه ثلاثة شروط حتى يلبي الطلب فقال مسلمة وماهي قال الرجل ان لاتسال عن اسمه ولا ان يكشف عن وجهه ولا ان تأمر له بعطاء فقال مسلمة له ما طلب عندها قال الرجل انا صاحب النقب ثم عاد ادراجه مسرعا واختفى بين خيم الجيش
فكان مسلمة بعد ذلك يقول في سجوده اللهم احشرني مع صاحب النقب اللهم احشرني مع صاحب النقب
قد ضرب صاحب النقب مثالا حيا في قمة اخلاص الاعمال الى الله عز وجل والبطل احقيقي الذي يضحي بنفسه من اجل الاخرين فاعطى اروع الامثلة للكفاح واعطى نموذجا حيا للفدائي الشجاع الذي لاتحركه المطامع والمغانم الدنيوية الفانية لانه على يقين يكافح من اجل رسالة سامية ومبادئ عظيمة تحركه في ذلك قوة الايمان والصدق والاخلاص مع الله في جميع الاعمال قال صاحب الحكم العطائية "الاعمال صور قائمة وارواحها وجود سر الاخلاص فيها "
ان لم يكن لله فعلك خالصا
فكل بناء قد بنيت خراب
منقول