hakim المدير
عدد المشاركات : 812 تاريخ التسجيل : 10/08/2008
| موضوع: رد: النفحات من كتاب مدارج السالكين الإثنين ديسمبر 15, 2014 10:11 am | |
| جزاك الله كل خير على ماقدمتيه بورك فيك | |
|
ازهار الربيع عضو جديد
عدد المشاركات : 47 تاريخ التسجيل : 23/11/2014
| موضوع: رد: النفحات من كتاب مدارج السالكين الأحد ديسمبر 14, 2014 9:18 am | |
| | |
|
ازهار الربيع عضو جديد
عدد المشاركات : 47 تاريخ التسجيل : 23/11/2014
| موضوع: النفحات من كتاب مدارج السالكين الأحد ديسمبر 14, 2014 9:15 am | |
| بعض النفحات من كتاب مدارج السالكين
الإمام العالم ابن قيّم الجوزية رحمه الله
فهذه فوائد انتقيتها وفرائد استقيتها من كتاب الإمام العالم ابن قيّم الجوزية (مدارج السالكين) والذي شرح فيه كتاب أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الهروي والذي أسماه: (منازل السائرين) . وقبل البدء بما رشحته لك أيها الناظر الكريم فإني أظن أنه من واجب القول لمن يريد قراءة هذا الكتاب أن يتنبه لأمر مهم, وهو: أن أصل هذا الكتاب يختلف في محتواه عن شرحه فنحن نعلم سلفية ابن قيم الجوزية وأنه على مذهب أهل السنة والجماعة في العقيدة والسلوك, وهذا ما يختلف عنه مؤلف أصل الكتاب "الهروي" فإن كتابه قد خلط فيه بين الخطأ والصواب مع الأخذ بالاعتبار بأن الإمام الهروي ممن تصدر الرد على المتكلمين حتى وصفه الإمام الذهبي بقوله: وقد كان هذا الرجل سيفا مسلولا على المتكلمين ! -رحمه الله وعفا عنه- فمن يريد قراءة الكتاب (مدارج السالكين) لا بد أن يحصن نفسه من أن تزل فتعتقد شيئًا مخالفًا لمذهب أهل السنة والجماعة ودونك ما أحسبه من فريد قول الإمام رحمه الله في كتابه هذا:
قال ابن القيم رحمه الله: التوبة هي بداية العبد ونهايته، وحاجته إليها في النهاية ضرورية، كما حاجته إليها في البداية كذلك! قال ابن القيم رحمه الله: زرْعُ النفاقِ ينبتُ على ساقيتينِ: ساقية الكذب، وساقية الرياء، ومخرجهما من عينين: عين ضعف البصيرة، وعين ضعف العزيمة، فإذا تمت هذه الأركان الأربع استحكم بنيانُ النفاق !
قال ابن القيم رحمه الله: أعظم الناس خذلانًا من تعلّق بغير الله، فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه، أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات ! ومثلُ المتعلّق بغير الله: كمثل المستظل من الحر أو البرد ببيت العنكبوت أوهنِ البيوت ! قال ابنُ القيم رحمه الله : لا تستطل أوصاف القوم(يعني: المنافقين) فالمتروك -والله-أكثر من المذكور، كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم، لكثرتهم على الأرض وفي أجواف القبور، فلا خَلَتْ بقاع الأرض منهم لئلا يستوحش المؤمنون في الطرقات، وتتعطل بهم أسباب المعيشات، وتخطفهم الوحوش والسباع في الفلَوات، سمعَ حُذيفةُ رضي الله عنه رجلًا يقول: اللهم اهلك المنافقين. فقال: "يا ابن أخي، لو هلك المنافقون لاستوحشتم في طرقاتكم من قلّة السالك ! . قلتُ: هذا الكلام من أدق ما كتب رحمه الله! والحاجة له ملحة، فالمنافق يظهر إيمانه فيظن المؤمن الصادق أن المؤمنين حوله كثير، فينزع بهذا من نفسه الوحشة من قلة السالكين والله المستعان..
قال ابن القيم رحمه الله: من بذل نفسه لله كرِه بقاءَه معها؛ لأنه يريد أن يتقبّلها من بُذِلتْ له؛ لأنه قد قرّبها له قربانًا، ومن قرّب قربانًا، فتُقبّل منه، ليس كمن رُدّ عليه قربانه، فبقاء نفسه معه، دليلٌ أنه لم يتقبّل منه قربانُه !
قال ابن القيم رحمه الله: بين العبد وبين السعادة والفلاح : قوة عزيمة، وصبر ساعة، وشجاعة نفس، وثبات قلب، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم .
قال ابن القيم رحمه الله: فالنفس جبلٌ عظيم شاق، في طريق السير إلى الله، وكل سائر فلا طريق له إلا على ذلك الجبل، فلا بد أن ينتهي إليه !
قال ابن القيم رحمه الله: والوقوف عند مدح الناس وذمهم علامة انقطاع القلب، وخلوه من الله، وأنه لم تباشره روح محبته ومعرفته، ولم يذق حلاوة التعلق به والطمأنينة إليه ! قال ابن القيم رحمه الله: ولي من الأبيات في معنى الغربة عن الوطن مايلي: وقد زعموا أن الغرِيب إِذا نأى ... وشطت بِه أَوطانه ليس ينعمُ فمن أجل ذا لا ينعم الْعبد ساعة ... من العمرِ إِلا بعد ما يتأَلمُ
قال ابن القيم رحمه الله: إنَّ ذَوْقَ طَعْمِ الإيمانِ بوعد الله يمنع الذَّائِقَ أن يحبسه ظنٌّ عَن الْجِدِّ فِي الطلبِ، والسَّيرِ إِلَى ربه، وَالظَّنُّ هو: الوقوف عن الجزم بصحة الوعدِ والوعيد، بحيث لا يترجَّح عنده جانبُ التصديق !
قال ابن القيم رحمه الله : ولا يرضى بالأمانيّ عن الحقائق إلا ذوو النفوس الدنيئة الساقطة. كما قيل: واتركْ مُنَى النفسِ لا تحسبهُ يشبِعها إِن المنى رأْس أَموالِ المفالِيسِ. وأمنيّةُ الرجلِ تدل على علُوِ همتهِ وخستها. وفي أثر إلهي "إني لا أنظر إِلَى كلام الحكيم، وإنما أنظر إلى هِمَّتِهِ" والعامة تقول: قيمة كل امرئ مَا يحسنه. والعارفون يقولون: قيمة كل امرئ مَا يطلب .
قال ابن القيم رحمه الله : والأنس به سبحانه أعلى من الأنس بِما يرجوه العابد من نعيم الجنة ! فإذا ذَاق المُريدُ طعمَ الْأُنْسِ جَدَّ فِي إرادته، واجتهد فِي حفظ أنسه، وتحصيل الأسباب المقوية له .
قال ابن القيم رحمه الله : والأنسُ بالله: حالةٌ وجدانية، وهي من مقامات الاحسان، تقوى بثلاثة أشياء : دوام الذكرِ، وصدق المحبةِ، وإحسان العمل !
قال ابن القيم رحمه الله : وإذا أراد الله بالعبد خيرًا : أعانه بالوقت، وجعل وقته مساعدًا له، وإذا أراد به شرًا: جعل وقته عليه، وناكدَه وقته، فكلما أراد التأهب للمسير: لم يساعده الوقتُ ! والأول: كلما همّتْ نفسُهُ بالقعودِ أقامه الوقت وساعده.
قال ابن القيم رحمه الله: فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف، فإن معاملة الناس بذلك : إما أجنبي فتكسب مودته ومحبته، وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومودته، وإما عدو ومبغض فتطفىء بلطفك جمرته وتستكفى شره ويكون احتمالك لمضض لطفك به دون احتمالك لضرر ما ينالك من الغلظة عليه والعنف به . قال ابن القيم رحمه الله وكل طالب أمر من الأمور فلابد له من : *تعيين مطلوبه . * معرفة الطريق الموصل إليه . * الأخذ في السلوك . فمن فاته واحد من هذه الثلاث لم يصح سيره !
قال ابن القيم رحمه الله: لا ريب أن عيش المشتاق مُنغَّصٌ حتى يلقى محبوبَه، فهناك تَقرّ عينه، ويزول عن عيشه تنغيصه، وكذلك يزهد في الخلق غايةَ الزهد لأن صاحبه طالب للأنس بالله والقرب منه، فهو أزهد شيء في الخَلْق إلا من أعانه على المطلوب منهم، وأوصله إليه، فهو أحب خلق الله إليه، ولا يأنسُ من الخلق بغيره، ولا يسكن إلى سواه، فعليك بطلب هذا الرفيق جُهْدَك، فإن لم تظفر به فاتخذ الله صاحبا ودع الناس كلهم جانب !
قال ابن القيم رحمه الله: فلا تعجل بإنكار ما لم تحط بعلمه، فضلا عن ذوق حاله، وأعط القوس باريها وخلِّ المطاياوحاديها فلو أنصفت لعرفت ! اسال الله ان نتنفع بهذه الكلمات و تكون منفعة لطالب العلم ان شاءالله
وأن يغفر ويرحم الإمام ابن القيم ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. منقول عن كتابات: أبو ديم ماجد بن ابراهيم المطرود | |
|