منتدى قسنطينة
اهلا بك عزيزي الزائر بمنتديات قسنطينة التعليمية
نتمنى ان تسجل معنا لتتمكن من معاينة المنتدى واقسامه ومواضيعه اهلا وسهلا بكـ

تحيات الادارة
منتدى قسنطينة
اهلا بك عزيزي الزائر بمنتديات قسنطينة التعليمية
نتمنى ان تسجل معنا لتتمكن من معاينة المنتدى واقسامه ومواضيعه اهلا وسهلا بكـ

تحيات الادارة
منتدى قسنطينة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قسنطينة منتدى عربي منوع ترفيهي نقاشي تعليمي طلابي شبابي شات دردشة روابط مواقع معلومات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مواضيع مماثلة

     

     قول النساء ناقصات عقل ودين

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    hakim
    المدير
    المدير
    avatar


    عدد المشاركات : 812
    تاريخ التسجيل : 10/08/2008

    قول النساء ناقصات عقل ودين Empty
    مُساهمةموضوع: قول النساء ناقصات عقل ودين   قول النساء ناقصات عقل ودين Icon_minitimeالجمعة فبراير 06, 2015 10:34 am

    جواب سؤال حول حديث «النساء ناقصات عقل ودين»
    السؤال:
    ذكرتم سماحتكم في برنامج أطراف الحديث على قناة الشرقية أنّ حديث «النساء ناقصات عقل ودين» ضعيف ولا بد أن يضرب به عرض الجدار وأنه دخيل على أدبيات الإسلام. أرجو منكم توضيح ذلك لأن هذا الحديث ورد في كتب السنة والشيعة على السواء ورواه البخاري ومسلم كما أنه منقول عن الإمام علي في نهج البلاغة.
     
    الجواب:
    إنّ اعتبار الحديث - أي حديث - وحجيته لا ترتبط بسلامة سنده وحسب، وإنما لا بد في صلاحية الحديث للأخذ به وإعتباره حجة مضافاً إلى سلامة السند من سلامة المتن وعدم مخالفته للقطعي من النقل والعقل، فلو أن متن الحديث كان مخالفاً لمضمون قرآني قطعي الدلالة، فان الحديث يسقط عن الحجية حتى لو كان سنده صحيحاً إذ تكشف مخالفته للقرآن الكريم عن ثغرة فيه تمنع من الإحتجاج به، لأنه لا يمكن أن يصدر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما ينافي القرآن الكريم. وكذلك إذا كان الحديث مخالفاً لأحكام العقل القطعية التي لا مجال للاختلاف فيها فإنه يسقط عن الإعتبار، لأنّ الشرع لا يتصادم مع قطعيات العقل، فما يتصادم مع قطعيات العقل ليس بشرع. وكذلك إذا كان متن الحديث مما يكذبه الواقع الخارجي فانه يسقط عن الإعتبار أيضاً، لأن حديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لا يتطرق إليه الكذب بحال فلا يمكن أن يكذبه الواقع، فما يكذبه الواقع لا يكون منتسباً إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فإذا خالف الحديث قطعيات النقل أو العقل أو الواقع فانه لا يتصف بالاعتبار والحجية وإنما تكشف مخالفته لذلك عن وجود ثغرة فيه، فإما أن يكون بعض الرواة قد وقع في خطأ في نقله لا سيما إذا نقله بالمعنى، أو أن يكون موضوعاً وقد وضع له سند صحيح في الظاهر ودس في الأحاديث أو ما شاكل من الثغرات. وعلى كل تقدير لا يكون متصفاً بالحجية.
    وهكذا نعرف أن مجرد سلامة السند لا تكفي لإعتبار الحديث، وإنما لا بد على العالم الفقيه أن يدرس الحديث سنداً ومتناً ويدقق فيه ويوازن حتى يصل إلى النتيجة العلمية التي تقضي إما بقبول الحديث أو رده.
    وحديث «النساء ناقصات عقل ودين» إذا وضع على طاولة التمحيص والتدقيق فإنه لا يثبت ولا يكون واجداً لشروط الاعتبار والحجية حتى لو كان له بحسب الظاهر سند معتبر، لأن متنه مخالف لحقائق الشرع والعقل والواقع.
    ولبيان ذلك نأتي لدراسة متن الحديث وَهو يصف النساء بالنقص في جانبي العقل والدين ولندرس هذين الجانبين.
    أما في جانب العقل، هل النساء ناقصات عقل؟ وهل ينسجم هذا الوصف مع قطعي القرآن والعقل والواقع؟
    الجواب بالسلب. فهذا الوصف لا ينسجم بحال مع قطعي القرآن الكريم ولا مع قطعي العقل ولا مع الواقع.
    أما عدم انسجامه مع قطعي القرآن الكريم فلأنه يتصادم مع قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التِّين: 4] وهذه الآية الكريمة واضحة في أن الإنسان بما هو إنسان وبغض النظر عن كونه ذكراً أو أنثى قد خلق على أحسن خلق في الإعتدال والتركيب من حيث الشكل ومن حيث العقل والنفس ومن الواضح أن عقل النساء إذا كان ناقصاً لم يكن خلقهن على أحسن تقويم إذ ينثلم جانب الاعتدال في العقل، بينما الآية الكريمة والتي جائت جواباً لقسم تصرح وتؤكد على الإعتدال في خلق الإنسان وعلى أنه في أحسن درجات الإعتدال.
    وكذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ} [الإنفطار : 6-8] فهذه الآية الكريمة أيضاً تصرّح بأن الإنسان بما هو إنسان وبغض النظر عن كونه ذكراً أو انثى قد خلقه الله تعالى سوياً معتدلاً وهذا يعني نفي النقص في خلق الإنسان، وهو لا ينسجم مع وصف النساء بنقص العقل إذ نقص العقل لا يتماشى مع وصف خلق الإنسان بالسوي المعتدل.
    وهكذا يتضح أن المضمون القرآني القطعي يدل دلالة واضحة على أن الإنسان ذكراً وأنثى خلق سوياً وعلى أحسن وجوه الخلق في الإعتدال، وهذا المضمون يصطدم مع وصف عقل المرأة بالناقص، فيكون متن الحديث منافياً لقطعي القرآن ويسقط عن الأعتبار.
    وأما مخالفة متن الحديث لقطعي العقل، فلأن أسس التفكير العقلي وإطاره واحد في الذكر والانثى. فالعقل إما أن يكون عقلاً نظرياً، وإما أن يكون عقلاً عملياً. والعقل النظري هو الذي يدرك ما هو كائن، والعقل العملي هو الذي يدرك ما ينبغي أن يكون. والمادة الأصلية لمدركات العقل النظري واحدة في الذكر والأنثى فالمعقولات الأولية للعقل البشري والتي هي الأساس في توالد الأفكار وتكوين الإستنتاجات واحدة في الذكر والأنثى، وهذه الحقيقة قطعية في الفلسفة ونظرية المعرفة فلا تفاوت بين الذكر والأنثى في إدراك المعقولات الأولية فما هو أولي في الذكر موجود في الأنثى أيضاً سواء بسواء، وعليه لا تفاوت بين الذكر والأنثى في المصدر الرئيس للمعرفة. وكذلك الأمر في المعقولات الثانوية، فإن إدراك العقل لهذه المعقولات لا يتفاوت بين الذكر والأنثى، وأما التوالد الفكري فما يبتني على المعرفة الإكتسابية يخضع للجهد الذي يبذله الإنسان في تنمية المعارف ولا يرتبط بالذكورية والأنثوية، وما يبتني على التوالد الفكري فالقوة العقلية أيضاً واحدة في الذكر والأنثى، وعقل الأنثى يشكل الأقيسة المنطقية كعقل الرجل سواء بسواء. إذن النقص في العقل الذي لا يعود إلى الإكتساب المعرفي غير موجود في الأنثى إطلاقاً لكونها مع الذكر سواء في أسس التفكير العقلي وآلياته.
    أما العقل العملي فمدركات العقل العملي واحدة في الذكر والأنثى وهي مدركات مودعة في العقل البشري بما هو عقل بشري فلا تفاوت بين الذكر والأنثى في إدراك الحسن والقبح العقليين على القبول بثبوتها.
    إذن قوة الادراك التي تشكل أساس التفكير البشري وإطاره سواء في جانب الادراك النظري أو في جانب الادراك العملي متساوية وواحدة في الذكر والأنثى، وأما تنمية المعرفة فهو يرجع إلى أمر إكتسابي وليس إلى أمر ذاتي. وهذا يعني أن وصف عقل المرأة بالنقصان يصطدم مع قطعيات العقل، فعقل المرأة في ما يرجع إلى الكمال الذاتي للعقل هو على حد عقل الرجل ولا نقصان فيه.
    إذن متن الحديث ينافي قطعي العقل. وأما مخالفته للواقع، فانّ الواقع يشهد على أنّ المرأة لا تختلف عن الرجل في سلامة التفكير ذاتا والانسان إبن بيئته فحينما تكون المرأة في بيئة تساعدها على النمو المعرفي والثقافي فإنها تتصف حينئذ برجاحة العقل، وقد تتفوق على الذكر، وحينما لا تتهيأ للانسان مثل هذه البيئة فان الذكر يصاب بضعف التفكير وقصوره.
    والشواهد عصية على الإحصاء في هذا المجال لكن خذ مثلاً امرأة فرعون فهل يعقل أن تكون امرأة فرعون بايمانها وتصديقها الاعتقادي ناقصة عقل بالمقايسة إلى فرعون نفسه؟
    وَخذ بلقيس ملكة سبأ التي فاقت برجاحة عقلها عقل مستشاريها من الرجال وقد ظهر تفوقها العقلي وبرزت رجاحة عقلها في عدة أمور ومواقف -:
    1 - لجوؤها إلى الشورى وعدم استبدادها في أخذ القرار، وهذا يدلل دون أدنى شك على رجاحة عقلها وسلامة تفكيرها وسمو نظرها وحسن معرفتها وتقديرها.
    2 - قوة تفكيرها في مناقشة الرأي الذي عرض عليها فقد قيل لها: «نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد» فكان جوابها: «إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون واني مرسلة اليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون» فكان عمق تفكيرها وقوة رأيها وتقديرها للأمور أجود من الآخرين وفيهم ذوي الوزن الثقيل من الذكور.
    3 - ذكاؤها في جوابها لسليمان حينما نكروا لها عرشها وسألها سليمان «أهكذا عرشك» قالت: «كأنه هو» وفي هذا الجواب قدر كبير من الذكاء وجودة الذهن.
    4 - فهمها العالي الذي أوصلها إلى الإيمان وأخرجها من الكفر بعيداً عن العناد واللجاجة والإنفعالية في التفكير، قالت: «ربي إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين».
    فهل يمكن أن توصف بلقيس بأنها ناقصة عقل، وهل ينطبق عليها هذا الوصف أم على مستشاريها من الرجال في مقام المقايسة؟
    ثم إن متن الحديث ذكر بياناً لوجه نقصان عقل المرأة هو أن شهادتها بنصف شهادة الرجل، والبعض ذكر أن هذا الأمر جيء به كوجه من وجوه نقصان عقل المرأة، وذكر آخرون أنه هو الوجه الذي علل به نقصان عقل المرأة. وعلى كلا التقديرين هل يدل ذلك على نقصان عقل المرأة؟
    إذا دققنا في القضية سنصل إلى أن هذا الأمر لا علاقة له بنقصان عقل المرأة أبداً.
    إن الشهادة والتي هي عبارة عن الاخبار عن حس فيها جانبان -:
    الأول: - يرتبط بتحمل الشهادة.
    الثاني: - يرتبط بأداء الشهادة.
    ولنأت إلى الجانب الذي يرتبط بتحمل الشهادة، فحيث أن الشهادة إخبار عن حس، فهذا يعني أن المطلوب في تحملها هو الإدراك الحسي، وهو ما يكون بالحواس، ومن الواضح الذي لا يختلف فيه اثنان أنّ حواس المرأة كحواس الرجل سواء بسواء فليست باصرة المرأة من حيث هي إمرأة بأضعف من باصرة الرجل من حيث هو رجل، وليست سامعة المرأة من حيث هي إمرأة بأضعف من سامعة الرجل من حيث هو رجل. وكذلك لا تفاوت في التصورات العقلية الأولية بين ذهن الرجل وذهن المرأة حيث أن انطباع صور الأشياء في الذهن من خلال الحواس هو على حد واحد في الرجل والمرأة. إذن في مقام تحمل الشهادة لا تفاوت في الإدراك الحسي للوقائع.
    وأما جانب أداء الشهادة فهو لا يرتبط بالتحليل العقلي للوقائع لأن المطلوب في باب الشهادة ليس تحليل الشاهد للقضية المترافع عليها، وإنما المطلوب هو الاخبار عما أدركه بالحس، أي الاخبار عن التصور العقلي الأولي للذهن وهو واحد في الذكر والأنثى كما تقدم.
    وأما عنصر الذاكرة والحفظ كعملية من عمليات الذهن البشري فهل كون شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل يقوم على أساس أن قوة الحفظ والذاكرة في عقل المرأة أضعف منها في عقل الرجل؟
    الصحيح أنه لا يقوم على ذلك، والدليل عليه ما يلي -:
    1 - إن كون شهادة المرأة نصف شهادة الرجل لو كان يبتني على ذلك فكيف يطلب ضم شهادة إمرأة إليها إذ المفروض أنها مثلها في قوة الذاكرة والحفظ، وبعبارة أخرى سيكون المطلوب هو ضم من فيه نقص إلى من فيه نقص، فهل يمكن لمن هو في ذات درجة النقص العقلي أن يكمل من هو على ذات الدرجة من النقص؟ إذ المفروض أن قوة الذاكرة في النساء متماثلة في درجة النقص.
    2 - إذا كان يقوم اشتراط التعدد في شهادة النساء على أساس أن إحدى الشاهدتين تذكر الأخرى فيما لو نسيت فلماذا لا يكون الرجل الذي يشهد مع المرأة مذكراً لها ما دام أن الكل يشهد على الواقعة نفسها وأن الشهادة هي محض إخبار حسّي لا تدخل فيه عوامل أخرى تقوم على التحليل العقلي وما دام يفترض الصدق والعدالة في كل الشهود؟
    3 - إن المقرر في القضاء هو عدم اشتراط جمع الشهود مع بعض عند أداء الشهادة، وإنما يمكن للقاضي أن يسمع شهادة الشهود على إنفراد وهذا يعني أن التعدد في شهادة النساء لا يقوم على أساس التذكير لنقصان في قوة ذاكرة المرأة.
    4 - إن الذاكرة قد ترتبط بعوامل تؤثر فيها قوة وضعفاً فمن عامل الزمن إلى عامل السن إلى الظروف التي يعيشها الشاهد.
    فلماذا لا تؤخذ هذه العوامل بنظر الاعتبار في الرجل؟
    ولو كان التعدد في شهادة النساء مبنياً على قضية قوة الذاكرة للزم الأمر أخذ هذه العوامل في الرجل، إذ في مقام التفاضل قد تكون ذاكرة الأنثى الشابة التي تعيش في ظروف حياة طبيعية أقوى من ذاكرة رجل مسن أو رجل يعيش في ظروف قد تجعل باله مشغولاً ومستهلكاً فيها.
    إن أخذ هذه النقاط بنظر الاعتبار يجعل بناء التعدد في شهادة النساء على قضية ضعف الذاكرة أمراً بعيداً إن لم يكن خاطئاً.
    إنّ النتيجة التي نريد الوصول اليها هي أن اشتراط التعدد في شهادة النساء وقيام شهادتين للنساء مقام شهادة للرجل لا يرتبط بنقصان العقل. وهذا يعني أن في متن الحديث الذي يربط بين ذلك ونقصان العقل خللاً يفتح ثغرة تسقطه عن الإعتبار.
    ولك أن تسأل: - أوَليس هذا الربط منتزعاً من القرآن الكريم ويدل عليه قوله تعالى: {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [البقرة: 282] ؟
    والجواب -:
    أولاً: - إنّ الآية الكريمة لم تربط ذلك بنقصان عقل المرأة بينما متن الحديث يصرح بهذا الربط ومعنى ذلك أنّ هذا الربط الذي يصرح به متن الحديث لا علاقة له بالآية الكريمة ولا يصح إنتزاعه منها.
    ثانياً: - إن قيام شهادة امرأتين مقام شهادة الرجل لا يصح اساساً ربطه بعقل المرأة ولا إشارة فيه إلى ذلك لا من قريب ولا من بعيد، فمن جهة دلت آيات القرآن الكريم والمرتبطة بخلق الإنسان على خلقه سوياً لا خلل فيه ولا نقص ذكراً كان أو أنثى كما تقدم، ومن جهة إن مثل هذه الأحكام لا تتصل بقضايا ذاتية بالمعنى الفلسفي، فكما أنّ القصاص في القتلى يقوم على أساس أن الأنثى بالأنثى وليس الرجل بالأنثى، وكما أن دية المرأة هي على النصف من دية الرجل على قول دون أن ترتبط هذه الأحكام بكون المرأة أقل قدراً من الرجل أو منزلة أو إنسانية وفي الكرامة الإنسانية بل وفي القيمة الإنسانية، وقد دلت على ذلك بصراحة ووضوح آيات عديدة في القرآن الكريم، كذلك شهادة المرأة وكونها نصف شهادة الرجل لا ترتبط بعقل المرأة إطلاقاً وقد دل على ذلك العقل والنقل.
    وأما في جانب الدين فقد علل متن الحديث نقصان النساء في دينهن بقعودهن أيام حيضهن عن الصلاة والصيام.
    وفي هذه أوجه من الخلل -:
    1 - إن قعود المرأة عن صلاتها وصومها أيام حيضها لم يكن إلا بأمر من الله تعالى، فكيف يشرّع الله تعالى للمرأة ما يعيبها عليه عند إمتثالها له، وكيف يعيبها على ما شرعه عز وجل لها والتزامها به؟
    2 - إن النقص في الدين لا يكون إلا من حيث التقصير في الطاعة، وهي لم تقصر في طاعته عز وجل ، بل إنها امتثلت أمره تعالى بقعودها هذا فكيف يعد ذلك نقصاناً في دينها؟
    3 - كيف يفهم نقصان الدين؟ فحين تقول عن شخص بأن دينه ناقص، فأنت إما أن تقصد تقصيره في التزامه الديني من حيث امتثال أحكام الله تعالى، أو قصوره عن أهلية توجيه الأمر إليه. وهذا القصور إما ناشيء منه هو وبسبب منه أو ناشيء من أمر خارج عن إرادته وإختياره. فإن كان تقصيراً في الامتثال فالتقصير في الامتثال منقصة في الدين لكنه لا ينطبق على المرأة الحائض لأنها لم تقصر في طاعة الله تعالى بل امتثلت أمره عز وجل بقعودها عن الصلاة والصوم أثناء حيضها. وإن كان قصوراً ناشئاً بسبب من الشخص نفسه فهذا قد يكون منقصة في الدين أيضاً لكنه لا ينطبق على المرأة الحائض أيضاً لأنها لم تتسبب في قعودها عن الصلاة والصيام. وإن كان قصوراً لسبب خارج عن إرادة الإنسان فهو لا يعد نقصاً في الدين، ومنه قعود المرأة الحائض عن الصلاة والصوم، فإن قصورها عن أهلية توجيه الأمر بالصلاة والصوم إليها إنما هو بسبب أمر خارج عن إرادتها واختيارها، فلا يمكن أن يعد نقصاً في دينها.
    4 - إن قعود المرأة عن الصلاة والصيام أثناء حيضها لو كان نقصاً في دينها، للزم أن يكون الرجل ناقص الدين إذا كان معذوراً عن أداء الصيام لعجز أو مرض وقد يكون كذلك طيلة عمره، وللزم أن يكون الرجل المصاب بغيبوبة تعيقه عن أداء الصلوات ناقص الدين. وللزم أن يكون كل سبب يؤدي إلى عجز الرجل عن امتثال حكم من أحكام الله تعالى موجباً لنقص دينه، فلماذا يفترض في المرأة ما لا يفترض في الرجل؟
    وهل يمكن أن يكون فاقد الطهورين أفضل حالاً من المرأة الحائض؟ فإن فاقد الطهورين إما لا تصح منه الصلاة فيسقط عنه الأداء ويجب عليه القضاء، وعلى قول آخر يسقط القضاء عنه أيضاً، وإما أنه تجب عليه الصلاة ويسقط شرط الطهارة، وعلى كل هذه التقادير كيف يكون فاقد الطهورين أفضل حالاً من المرأة الحائض التي سقطت عنها الصلاة بأمر من الله تعالى.
    وهكذا نصل إلى أن وصف المرأة بنقصان الدين لقعودها عن الصلاة والصيام أثناء حيضها أمر لا يستقيم مع أي منطق سليم عقلي أو شرعي.
    وهذا يعني أن متن الحديث لا يتصف بالحجية بناءً على الثغرات الموجودة فيه، وإذا كان قد صدر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا يمكن أن يكون محمولاً على الجد وإنما يمكن أن يكون قد صدر على سبيل المزاح وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يقصد منه بيان مفهوم ديني اجتماعي، وإنما قصد منه التندر والمزاح كشيء اقتضته طبيعة المناسبة حيث إنه صلى الله عليه وآله وسلم قاله وهو يمر على النساء في يوم عيد وهو يوم فرح وإنشراح. وقد يقوّي هذا المعنى - أي انه ذكره على سبيل التندر والمزاح - قوله صلى الله عليه وآله وسلم ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب بلب الرجل الحازم من احداكن، فهو عليه الصلاة والسلام لا يشير بذلك إلى مفهوم ديني وإنما إلى ما يدهش من تأثير النساء السحري على الرجال، فذكر عليه الصلاة والسلام نقصان العقل والدين على سبيل التندر ومقتضيات المزح، ولذا علله بأمور لا تصلح أن تذكر كعلل جادة، ولكن يمكن أن تذكر كعلل يقتضيها مقام المزاح والتندر. ومن هنا لا يبنى على هذا الحديث مفهوم إسلامي عن المرأة ولم يصدر هذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام كنبي ومشرّع، وإنما صدر منه في حديث شخصي كسائر الأحاديث الشخصية التي لا علاقة لها بالتشريع ولا ببيان المفاهيم الدينية.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://constantine25000.7olm.org
     
    قول النساء ناقصات عقل ودين
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتدى قسنطينة :: منتدى الدروس و الخطب الاسلامية-
    انتقل الى: