طهر نفسك :
أجمل ما في الإنسانية هو نقصها ومعاناتها ومشاكلها وصراعاتها، فلنكن متأكدين أن الإنسانية إذا اكتملت فقدت معانيها، لأنه حينئذ سيصبح الإنسان ملاكا لا يخطئ وبالتالي سيتوقف التطور والتقدم، فلن يبق هناك ما يقال، ولا ما يفعل، ستختفي المشاعر والأحاسيس، إن في خيباتنا دروسا توجهنا إلى نقطة اكتمالنا حثيثا لمن يريد حقا أن يعيش ويصل، لمن يريد حقا أن يفعل ويتحرك.
وأقول لمن يريد منا أن نكون كاملين ومثاليين كليا وأن يكون كل شيئ واضحا لنا : اذهب وعش في اكتمالك الخيالي، في أحلام يقظتك ونومك، أما نحن فإننا ها هنا قاعدون في منطق الصراع بين الخير والشر، بين الإنتصار والهزيمة، بين السعادة والحزن لنطهر أنفسنا من دنس الشيطان الذي يصور لنا الخيال حقيقة، وجنون عظمتنا كمالا.
إننا ها هنا سنبقى في منطق الصراع لنصفي أرواحنا من وسخ شياطين الإنس الذين يفرقون الأحبة، ويقطعون القربة، ويخلقون من اللاشيئ أشياءا ويجعلون من صغارها أوهاما، الذين يحولون سعادة الإنسان جحيما، وبحثه الدائم عن الحقيقة كفرا، إننا هنا لنصفي أنفسنا من شياطين المادة الذين يجعلون الإنسانية عبودية لنزواتهم، عبودية لمال يقيم الحروب للحفاظ على مصالح الأسياد قارون وهامان ومن والاهم.